يهتم الأمن السيبراني بالكشف المبكّر عن الجرائم المعلوماتية والتهديدات الرقمية التي قد تطال الأفراد ومؤسسات الأعمال خلال التعامل اليومي مع شبكة الإنترنت، والتعامل الفوري والسريع معها، بما يضمن تجنُّب آثارها السلبية أو خفض حدَّة تداعياتها على أقل تقدير.
وللحماية من هذه التهديدات وخفض آثارها السلبية، يتطلب ترسيخ ثقافة قانونية مُحكَمة في المجال الرقمي لدى الأفراد والعاملين في مختلف المؤسسات، بما يُمكّنهم من معرفة أبرز المفاهيم ذات الصلة والأدوات والتقنيات المستخدَمة في الهجمات السيبرانية، أو صدّ تلك الهجمات واتخاذ التدابير الاحترازية التي تمنع حدوث الهجمات بالأساس أو تقليل تداعياتها.
وتتناول "المبادرة الوطنية للسلامة الرقمية" ضمن مساراتها مبادئ الثقافة القانونية الرقمية، وبيان أهميَّتها وكيفية ترسيخها لدى الجمهور المُستهدَف بالمبادرة، من خلال أن يكون الجمهور على عِلْم جيّد بطبيعة وأنواع الهجمات السيبرانية وأضرارها الناتجة عنها، وسُبُل الحماية منها، وطرق الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية حال وقوعها، والسلوك الصحيح الواجب اتّباعه في حالات الهجوم السيبراني أو القرصنة.
كما يتطرَّق المحتوى التوعوي للمبادرة بشكل خاص إلى أهمية الثقافة القانونية الرقمية في شأن الهجمات السيبرانية المالية، مثل تلك التي تستهدف عمليات تحويل الأموال والشراء عبر الإنترنت، والاحتيال المصرفي والتهديدات المالية المرتبطة بالعملات المشفَّرة، وكيف يمكن للأفراد والمؤسسات الاستفادة من الخلفية القانونية السيبرانية في تحقيق الاستباقية وتجنُّب هذه التهديدات.