شبكة الإنترنت سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من فوائدها المتعددة؛ إلا أنها تنطوي على الكثير من المخاطر السيبرانية التي قد تُهدّد السلامة الرقمية للأفراد والمؤسسات المختلفة، ما لم يتم تقييد استخدامها بمجموعة من المعايير الاجتماعية والأخلاقية الملزمة، والتي تضمن حماية الخصوصية وتجنُّب الخداع الإلكتروني والهجمات السيبرانية الأخرى.

 

وقد اهتمَّت "المبادرة الوطنية للسلامة الرقمية" بإدراج أبرز المعايير الاجتماعية والأخلاقية التي ينبغي الالتزام بها في الفضاء الإلكتروني. فعلى سبيل المثال؛ يتناول الدليل الإرشادي لمخاطر السلامة الرقمية أهم القواعد والأُسس الاجتماعية والأخلاقية الموجّهة لنشاط الأفراد ومؤسسات الأعمال المختلفة أثناء استخدام شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل: احترام خصوصية المُستخدِمين، وحماية بياناتهم الشخصية والتجارية، ونبذ العنف والكراهية والتحريض، والإقرار بحُريَّة الآخر في نشر المحتوى الرقمي ما لم يمسّ بحدود حريّة الآخرين.

 

كما يوضّح المحتوى التوعوي للمبادرة أبعاد وحدود المسؤولية الاجتماعية للأفراد والمؤسسات في مواجهة مخاطر الجرائم الإلكترونية والتهديدات السيبرانية، ومن ذلك الالتزام بضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والضوابط المُنظِّمة لاستخدام شبكة الإنترنت، والحفاظ على قواعد حماية الملفات والبيانات الشخصية والمالية أثناء مشاركتها مع الآخرين، ويركّز أيضاً على أهمية تجنُّب الخداع عبر الإنترنت لتنفيذ هجمات الهندسة الاجتماعية، والتوعية باتّباع السلوك الصحيح في حالات الهجوم السيبراني أو القرصنة، وأُسس التعامل حال التعرض لقرصنة إلكترونية.